الجمعة، 1 أبريل 2011

الصبية حرية وقصة الحرية على دوار المنارة


الصبية حرية وقصة الحرية على دوار المنارة
كان أطفال المدرسة يسخرون من اسمها الغريب في عالمهم، وكانت هذه الفتاة (حرية) تشعر بالضيق من اسمها في عالم عربي لم تدركه بعد، وتتنفسه رغما عنها، ولا أعرف كيف أعبر عن ما رأيته وتعلمته على مسرح دوار المنارة من فتاة، طفلةٍ، معلمةٍ، جدةٍ فلسطينية لم تتجاوز عشرينها وتدعى حرية، بعد أن أشبعتنا الفصائل والأحزاب السياسية شعارات رنانة عن الحريات والنضال والمقاومة ودور المرأة وما إلى ذلك من تجارة الكلام في فلسطين، يقف من يرى الفتاة (حرية) وزميلاتها بهذه الثقافة والوعي والفكر الحر أصدق بكثير من كل هذه الأحزاب من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها.
فبعد حراك الشباب العربي المطالب بحرياتٍ لم يذقها في حياته، بادر بعض الشباب الفلسطينيين للتضامن مع الشعوب العربية والتعبير عن غبطتهم بأبناء لغتهم وهم يكسّرون صمتهم، فاصطدم هؤلاء الشباب بواقع جديد لقمع الحريات في فلسطين "المحتلة"، لم يحدث من قبل الاحتلال، هذه المرة كان بأيدٍ فلسطينية هي نفسها ناضلت سنينا طوال من أجل الحرية وإنهاء الاحتلال، وبكل أسف بعد أن حكمت هذه القوى الشعبَ في شقي الوطن المحتل المنقسم وقمعهم للحركة الشبابية بأشكال وأساليب مختلفة أصرت الفتاة (حرية) ومن معها من الفتيات على الاستمرار في حراكهم المستقل من أجل إرساء مفاهيم الحرية في المجتمع الفلسطيني الحزين.
لم تتكلف حرية وزميلاتها جهدا كبيرا بذله أهم الفلاسفة والمفكرين أمثال سقراط، وأفلاطون، وتوماس هوبز، ومونتسيكوا، لكي تعبرن بالممارسة الفعلية للحريات والفكر الحر، فقد جاءت الفتيات الفلسطينيات اللواتي أسسن لهذا الحراك الشبابي على الأرض ليُبَسّطن المفهوم بصرخاتهن على دور المنارة مطالبات بإنهاء الانقسام وانتخاب مجلس وطني جديد، وبعد كل المضايقات التي تعرض لها هؤلاء الأحرار الصغار الكبار، شاهدتُ إصرار حرية وزميلاتها، وتعلمتُ المعنى من المعتصمات على الدوار، بأن الحرية تبدأ عندما نتجاوز كل الأطر والمفاهيم التي قيدت تفكيرنا، تعلمتُ منهن أننا لن نتحرر من سطوة الاحتلال إلا بعد تحرير عقولنا من المفاهيم والمعتقدات القامعة للحرية، قرأت في العيون كثيرا عن دور المرأة الحقيقي في الحركة التحررية، وكيف يمكن أن نخلق حالة من الحرية الحقيقية في ظل القمع الداخلي والخارجي، أن باستطاعة فتيات فلسطينيات غير منضويات تحت مؤسسات نسوية تعليمنا معنى دور المرأة، دون ورش العمل التي تعقدها قيادات الحركة النسوية والتي تفتعل الأزمات لتجد لها عملا، تعلمتُ أن التغيير يبدأ من الشباب بعيدا عن الحزب والفصيل ومنظر الحرية عديم الفائدة.
الحرية هي ما يؤدى ويمارس بصدق وبساطة (حرية) وزميلاتها.
حازم أبوهلال
ناشط شبابي
1/4/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق