الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

سؤال موجه الى سيادة الرئيس محمود عباس شخصياً، هل تستطيع يا سيدي حماية مشعل، وهذا الأخير ليس خالد مشعل الذي يطيب له أن يقول شمال عندما تقول أنت يمين، بل هو معاذ مشعل صحافي في مقتبل العمر من بلدة سلواد.




هل يستطيع الرئيس محمود عباس حماية مشعل

كتبت نائلة خليل
سؤال موجه الى سيادة الرئيس محمود عباس شخصياً، هل تستطيع يا سيدي حماية مشعل، وهذا الأخير ليس خالد مشعل الذي يطيب له أن يقول شمال عندما تقول أنت يمين، بل هو معاذ مشعل صحافي في مقتبل العمر من بلدة سلواد.
كل ما يريده هو الحصول على ضمان قانوني أنه سيذهب لمقابلة الأجهزة الأمنية ويعود بعد ساعات، وليس أشهرا.
معاذ خلال أسبوع الماضي تم إستدعائه مرتين، وإقتحام منزله في نابلس وسلواد ثلاث مرات، من قبل جهاز المخابرات العامة والأمن الوقائي، أي بقي أن تطلبه الإستخبارات وأمن الرئاسة والأمن الوطني ليصبح المطلوب الأول في الضفة الغربية.
منذ أسبوع ومعاذ يستنجد  بنقابة الصحافيين والمكتب الإعلامي الحكومي بصفته صحفياً، لكن كلا الجهتين فشلتا فشلا ذريعا في الحصول على أي ضمان قانوني من الأجهزة الأمنية  بالإفراج عنه بعد مقابلته، أو أن يرافقه عضو من نقابة الصحافيين أو محام عنها.
وحاليا يرفض "معاذ" الذهاب الى مقابلة الأجهزة الأمنية التي تلح في طلبه، ليس لأنه لا سمح الله" مكبر راس" أو" خارجا عن القانون" بل لأن له تجربة مريرة في الإستدعاء الذي أكد فيه ضابط الأمن مرة وتحديدا في آب2010 أنه " مجرد شرب فنجان قهوة وطرح بعض الأسئلة"  وبأفضل الأحوال" ساعة زمن"، بل لأن فنجان القهوة هذا استغرق 118 يوما بالتمام والكمال!!!.
وفنجان القهوة لم يكن في مكان يصلح للبشر بل في زنزانة رطبة معتمة!!!
كل ما يريده معاذ وعشرات الصحافيين الفلسطينيين اليوم هو ضمان قانوني لإعتقالهم، كما نص عليه القانون الأساسي الفلسطيني، ضمانا لا يجعل الصحفي يخضع لإستدعاء من الأجهزة الأمنية التي لديها صفة الضابطة الحقوقية دون أن يكون له حق بمرافقة محام، وان يعرف التهمة الموجهة له، لا أن يمضي أشهر في الزنازين، وفجأة يفتح باب الزنزانة ويقال له" يلا الله معك"، لم يعرفوا لماذا أعتقلوا ولماذا أفرج عنهم، لكنهم يعرفون تماما أنهم خرجوا من هناك بجرح غائر في كرامتهم.
سيدي الرئيس:
نحن مع سيادة القانون لا مع"النظام البوليسي" منذ سنوات والصحافيون يتعرضون للإعتقال لن أقارن ما بين يحدث في قطاع عزة والضفة الغربية، لأنني أعتبر أن لدينا حكومة ورئاسة في الضفة الغربية بينما تدار الأمور في القطاع من قبل فصيل سياسي واحد أي حماس، وعندما يتعلق الأمر بحماية الحريات والحقوق والكرامة الإنسانية، أصر" لن نتساوق مع أحد في إنتهاكه للحريات، هذا ليس سباقا، لدينا قانون أساسي هو المرجع الأول والأخير ويجب أن لا نحتكم  لردات الفعل والمماحكات السياسية.
أقول منذ أن بدأ إعتقال الصحافيين قبل سنوات لم تنجح الأجهزة الأمنية الفلسطينية في توجيه تهمة واحدة لصحفي، حتى الذين كانوا يعتقلون لأشهر طويلة إما أن يتم إطلاق سراحهم أو عرضهم على المحكمة التي تقوم بتبرئتهم مثل ما حدث في 20 أيلول 2011 مع الصحافي علاء الطيطي من الخليل بعد ثلاث سنوات و 29 جلسة محكمة كان الشاهد الوحيد فيها ضابط بالأمن الوقائي  تمت تبرأته، الحمد لله "النظام البوليسي" لم يصل الى المحاكم الفلسطينية بعد.

سيدي الرئيس :
معاذ مشعل ليس فارا اليوم من العدالة بل من اللاعدالة، من وضع تنتهك فيه حريته وكرامته كمواطن فلسطيني وكصحافي دون مبرر أو تهمة.
 الكرامة هي القوة الوحيدة الذي تبقت لنا كفلسطينيين  بعد أن فقدنا السيادة على أرضنا وسمائنا.
الكرامة هي التي جعلتنا نستعيد ثقتنا مرة أخرى"بفلسطينيتنا" عندما كنت  تخطب في الأمم المتحدة أمام العالم قبل أيام، هناك لم يكن معك سوى قوة الحق والكرامة،  أي كرامتنا التي لا نريد ان تنتهك كل يوم و  ُتعتقل في زنزانة يحرسها فلسطيني!!!.