الاثنين، 24 يناير 2011

على ما يبدوا أن مفهوم الاحتجاج تغير في هذه البلد أو ربما مفهوم الحرية هو الذي تغير هكذا قالوا "نحن السلطة نحن الحكومة نحن نقرر ما هو الممنوع وما هو المسموح"


على ما يبدوا أن مفهوم الاحتجاج تغير في هذه البلد أو ربما مفهوم الحرية هو الذي تغير
هكذا قالوا "نحن السلطة نحن الحكومة نحن نقرر ما هو الممنوع وما هو المسموح"
لا أعلم لماذا احتقنت هذه العبارة بداخلي بينما كنت أتحدث إلى رجل الأمن: "أنت رجل أمن، وأنا مواطن فلسطيني والدستور يحكمنا جميعا"، ربما لأنني بالفعل سمعت ذلك من الإعلام الرسمي وغير الرسمي عند نقل التصريحات المختلفة للمسؤولين التي تقول جميعها أن النظام السياسي هو نظام ديمقراطي يقبل التعددية في فلسطين و "نحن نعيش في ظل نظام ديمقراطي تسوده الحريات واحترام القانون"، فلماذا نلهو بهذه بالشعارات؟ ونظل نصنع منها وهمًا يخدع الناس؟ ألم يفهم المسؤولون بعد أن الشعوب لم تعد عمياء و باستطاعتها من خلال ألف وسيلة ووسيلة أن تعبر؟
نحن بكل عفوية مجموعة من الشباب قررنا وبصورة تلقائية تنظيم وقفة تضامنية مع شباب تونس الذين آمنوا بدورهم في التغيير دون أن يكون لهم انتماءات حزبية أو فئوية كما نحن لم نكن مع أحد ضد أحد، وتأكدنا مع الأسف مما كنا نخاف أن هذه شعارات تطلق فقط أمام الإعلام، شعارات رنانة لا وجود لها في الواقع وفارغة من مضمون الحريات، نعم هي تماما كما قال رجل الأمن "السلطة والحكومة فقط من تقرر الممنوع والمسموح".
أنا عربيّ وفلسطيني لم يشاهد الحرية والعيش في ظلّ دولة ديمقراطية يسودها القانون من قبل، ونحن أبناء الظلم والقمع والكبت الذي ما زال ينثره الاحتلال في حقولنا، ولكننا أيضا أخوة الشهداء وأبناؤهم، ونعرف تماما كيف يستميت الرجال في الدفاع عن قضاياهم، ولن نقبل بعد هذا الظلم كله إلا استثناءً عربيا ودولةً تكفل الحريات وحقوق الإنسان، فإن من يقرر الممنوع والمسموح في كل دول العالم الديمقراطية هو القانون فقط، ولكن من يقررها في فلسطين قد يكون رجل أمن -إن صحت تسمية هذا الشخص "رجل أمن".
السلطة والحكومة هي التي تحدد الشعارات التي نرفعها وهي التي تحدد على ماذا ولماذا وكيف نحتج، على ما يبدوا أن مفهوم الاحتجاج تغير في هذه البلد أو ربما مفهوم الحرية هو الذي تغير، فما أعلمه فقط أننا كشباب تم قمعنا ومنعنا من التعبير عن رأينا الذي كفله القانون الأساسي الفلسطيني، وما أعلمه أيضا أننا لم نخالف قانونا أو نظاما بل رجال الأمن هم من خالفوه بمصادرة العلم التونسي ومنعنا من التجمع، وما لا أعلمه وأريد أن اسأل عنه، ما زلنا نذكر في يوم الصحفي الفلسطيني جملة كتبها الدكتور سلام فياض بالقلم الأخضر داخل مقر شبكة أمين الإعلامية ونشرت في وسائل الإعلام "صحافة حرة= فلسطين حرة".
ألستَ أنتَ رئيس الحكومة يا دكتور سلام؟ أم كان هذا شعاراً رنانا أيضا؟ هل هذه الحريات التي نسمعها كل يوم؟ هل هذه الديمقراطية؟ أين دور الشباب؟ أين احترام القانون؟ هل يجب أن نكون في حزب سياسي حتى نتحدث ونعبر عن وجهة نظرنا؟ وفق أي قانون تصادر الأعلام؟ ما الفرق بين القمع في غزة وفي الضفة وفي أي مكان آخر في فلسطين المحتلة؟ هل تنتظرون أن نحرق أنفسنا أم نخالف القانون حقا ونثير الشغب؟
"إن الدخول في حوار والاشتراك في اتخاذ القرارات يعني أن هناك استعداداً حقيقيا لدى كبار المسؤولين لتغيير طرقهم وتجربة حلول جديدة... لا يمكن أن نلعب بأصوات الشباب، نقبلها إذ تتناسب مع برامجنا... ونرفضها عندما لا. تناسبنا. مشاركة الشباب ليست تقنية، بل هي استعداد للدخول في حوار بين الأجيال، ولن نقبل بأقل من وطن تسوده الحقوق والحريات.

حازم أبوهلال
ناشط شبابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق