الجمعة، 15 أبريل 2011

السلة لم تعد عالماً كافياً


بقلم فارس سباعنة
بينما أسأل نفسي ماذا أفعل أمام هذا "الفيسبوك" كل هذا الوقت، وأنا جالسٌ أمام حاسوبي المحمول، لمحتُ السلحفاة الصغيرة على السجادة، وهي واحدة من اثنتين مسكينتين أحضرهما صديقي الساكن معي، ووضعهما في سلّة كبيرة مع حفنات من التراب والخس، بطيئتان جدا، لكنهما لا تكفان عن إسقاط نفسيهما من السلة على البلاط،، تعلمان أنهما لن تفلحا يوماً بالحرية فالبيت كله سجن لهما، لكنني سأسأم يوما من إعادتهما إلى السلة كل ساعة سابقا، وكل ربع ساعة الآن، وكل خمس دقائق بعد غد، سأسأم يوما من إراتهما، وحتى إن لم أسأم، ماذا بقي لهما غير التمرّد و السلة لم تعد عالما كافيا!!

حتى حين وضع صديقي ملاقط الغسيل كجدارٍ يمنعهما من التسلق عبر الشرق، وجدتا الغرب بسهولة ساخرة من مكر الربّ "صديقي"، وإن أغلق الغرب سوف تتسلقان السياج أيضا، كما فعلت هذه التي سقطت على ظهرها بينما أفكّر في ذلك، وفعل الغزيون الذين اخترقوا الأرض بأنفاق إلحاحاً على الحياة، وفعل الشباب العربي في كل الوطن العربي، إذا قالوا جميعا إن السلة لم تعد عالماً كافيا.

صحيح، السلحفاة ما زالت ملقاةً على ظهرها بينما أكتب النص، تنتظرني أعيدها إلى السلّة  أو أسأم.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق