الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

المعسل وأزمة قلنديا والضرائب ........ كل سببه الاحتلال طيب ليش في أحزاب وسلطة ومنظمة؟؟؟؟؟ وما صار في تحرير؟؟؟؟؟





المعسل وأزمة قلنديا والضرائب ........ كل سببه الاحتلال طيب ليش في أحزاب وسلطة ومنظمة؟؟؟؟؟ وما صار في تحرير؟؟؟؟؟

ببساطة قال احد الشباب اعملوا أيشي عشان المعسل اطلبوا يحلوا أزمت قلنديا احكوا عن الضرائب شو بدنا في الانقسام والاحتلال.

هذه مخرجات سلطتنا الوطنية وفصائلنا الوطنية والإسلامية بعد 20 عام من مسار اثبت فشله جاء بسلطتين وطنيتين تحت احتلال!!!!! لنبدأ برسم نهج سياسي مخرجاته نلمسه اليوم فرفع سعر المعسل في دولتنا العتيدة قضية ليست مفاجئة وأزمة قلنديا ليست مفاجئة والضرائب ليست مفاجئة هناك من خطط بذكاء وهناك من نفذ بغباء أو ربما بذكاء فإذا كان قد نفذ بغباء هذه مصيبة وإذا نفذ بذكاء تلك مصيبة اكبر، القضية ليست معسل أو قلنديا أو ضرائب ترفع على الشعب القضية لماذا؟ وكيف؟ ومن المستفيد؟

الإجابة ببساطة: لأن الاحتلال أراد وهو خير المريدين ولا حول لنا ولا قوة إجابة المسئول.

كيف؟ الاحتلال نفذ لأنه يسيطر على المعابر والجمارك، وهو الذي وضع حاجز قلنديا.
المستفيد بشكل أولي طبعا هو الاحتلال وبشكل ثاني هو سلطتنا لان كافة أموال هذه الضرائب سوف تذهب لها، المهم على ماذا ستصرف هذه الاموال هل ستصرف على تشغيل الشباب مثلا أو في التنمية الاقتصادية أو على تطوير التعليم أو دعم المعلم، طبعا لا هذا ولا ذاك.
هذا ليس ادعاء مني بل أرقام الموازنة العامة تتحدث وتقول أن ميزانية العمل والتشغيل لا تتجاوز 1% من ميزانيةالدولة العتيدة اما رواتب المعلمين فحدث ولا حرج، أين ستصرف؟ طبعا ستصرف هذه الأموال على امن المواطن!!!!!! ولبيب من الإشارة يفهم،

أما في ما يتعلق بأزمة قلنديا فالقضية لا تهم المسئولين طبعا لان لهم معابرهم الخاصة التي لا ينتظروا عليها ساعات مثل شعب قلنديا ففي بلدنا هناك نوعان من الشعب، شعب قلنديا وشعب(VIP) فيما يخص شعب قلنديا اكبر همومه هو كيف يعمل لإطعام أطفاله ويصل إلى بيته بأسرع وقت وهذا همه الأول، والشعب الثاني فهمهم كيف يجمعوا الضرائب والجمارك لضمان استمرار مصلحتهم.

إذن فالقضية قضية مصالح خاسر ورابح فئة تخسر كل شيء وهم الغالبية العظمى من الشعب والفئة الأخرى فئة الأمناء العامين وأمناء السر فئة المعالي والفخامة والعطوفة وإذا بشدو حالهم ممكن يصيروا جلالة، الفئة الثانية من مصلحتها ان يبقى الوضع على ما هو عليه والفئة الأولى هي فئة الصمت المطبق هذه الفئة هي من تستطيع أن تصنع الفرق وتصنع التغيير لكن المشكلة الكبرى في هذه الفئة أنها أصبحت من جماعة اعملوا أوجماعة مهو، جماعة اعملو مثل ذاك الشاب الذي قال لماذا لا تعملوا على قضايا مثل الضرائب والمعسل وقلنديا طبعا هذا نتيجة طبيعية لمسار 20 عام من التجهيل وقتل المبادرة عند الشباب.

اما فئة مهو وهم الفئة التي تسعى لتبرير كل ما تقوم به السلطة وردهم على كل عمل أو أي طلب عمل ب: مهو الاحتلال السبب، مهو شو البديل، مهو أحنا بنقدرش نعمل ايشي، مهو أنت مدعوم من أمريكا عشان هيك بتحكي عن السلطة والفصائل، مهو بدنا نعيش، مهو بدنا ناخذ 1500 شيكل من الوظيفة، مهو اذا بانتقد بنفصل من شغلي، مهو إحنا شعب تحت احتلال شو دخلهم، مهو الكف ما بقاوم مخرز، مهو انا شو دخلني، مهو المعسل صار اغلى من الحشيش، مهو رفعوا سعره عشان صحة الشباب مهو مهو مهو ................

عشان هيك جماعة المصالح شغلونا في انقسام وبدهم نشتغل حتى يتم انهائه، شغلونا في قلنديا، شغلونا في المعسل، شغلونا في مين راح يكون رئيس الوزراء، شغلونا في اجتماعات المصالحة، شغلونا انهم سلموا على بعض وقدموا التحية، شغلونا شو تلبس البنت وكيف لازم تحكي، شغلونا بالعيب والحرام، شغلونا في الوزراء الفاسدين، وشغلونا في التطبيع، وشغلونا بالحريات، وشغلونا بالاعتقال السياسي، وشغلونا بالتحريض الإعلامي، وشغلونا بإعلان الدولة وفي أشياء كثيرة كمان شغلونا فيها بس واضح إنهم ما بدهم يشغلونا عن قصد أو دون قصد في قضية ثانوية وهي إن نحن شعب لا يزال تحت الاحتلال يمكن عشان هم ما بدهم يغلبونا في قضايا ثانوية.

وفي النهاية أقول متى سيتم تقييم وتغيير المسار!!!!!!!!!!!!!

حازم أبوهلال

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

بترجاكي نفين تعلميهم وتعلمينا كمان



تعلميهم أن هي البلد ما راح تتحرر وانتو بس عم تنتقدوا أي أيشي يعملوا الشباب وتدعوا إنكم تدعموا وبتطور الشباب وتعملولهم مؤتمرات وندوات وورش عمل بألوف الدولارات.
علميهم يا نفين معنا الحرية لان من الواضح إنهم ما بفهامو معناها إلا بس يكتبوها بتقاريرهم، ويحكوا عنها في الأعلام.
علميهم يا نفين شو يعني العيب لان واضح أن العيب عندهم بكون بس ايش البنت بتلبس وكيف بتحكي، علميهم يا نفين ايش هو الحرام وخبريهم يا نفين أن الحرام إلا بعملو في هذا الشعب.
علميهم يا نفين ايش يعني مقاطعة أن أنتي بترفضي تشربي ميه إسرائيلية بعد 5 ساعات تحت الشمس، وهم يطعموا أولادهم بوظة شتراوس وعصير تبوزينا وتنوفا لأنهم ازكة لان بالنسبة الهم المقاطعة هبل.
علميهم وما تستحي تحكيلهم يا نفين أن نحن نتعلم ونؤخذ تجربة العالم العربي وغيره من العالم لان نحن جزء منهم وان كمان نفتخر بتاريخنا.
علميهم يا نفين أن التغيير والحرية ودعم الشباب وتطوريهم ما بستنا لا دعم أوروبي ولا أمريكي حتى يصير بس هو بحاجة إلى إرادة.
خبريهم وفهميهم يا نفين ان مش ببيع البلد والركض وراء الإسرائيليين والتطبيع والتعايش راح نحرر البلد.
يا نفين علمي قيادتنا ومؤسستنا الوطنية والأهلية شو يعني حرية وأمل وعادلة ومساواة وكرامة لان واضح يا نفين أن نسوا شو بتعني هاي الكلمات واضح ان رسالتك وصلت للاحتلال بس لازم كمان تصل لنيام في هاي البلد.

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

سؤال موجه الى سيادة الرئيس محمود عباس شخصياً، هل تستطيع يا سيدي حماية مشعل، وهذا الأخير ليس خالد مشعل الذي يطيب له أن يقول شمال عندما تقول أنت يمين، بل هو معاذ مشعل صحافي في مقتبل العمر من بلدة سلواد.




هل يستطيع الرئيس محمود عباس حماية مشعل

كتبت نائلة خليل
سؤال موجه الى سيادة الرئيس محمود عباس شخصياً، هل تستطيع يا سيدي حماية مشعل، وهذا الأخير ليس خالد مشعل الذي يطيب له أن يقول شمال عندما تقول أنت يمين، بل هو معاذ مشعل صحافي في مقتبل العمر من بلدة سلواد.
كل ما يريده هو الحصول على ضمان قانوني أنه سيذهب لمقابلة الأجهزة الأمنية ويعود بعد ساعات، وليس أشهرا.
معاذ خلال أسبوع الماضي تم إستدعائه مرتين، وإقتحام منزله في نابلس وسلواد ثلاث مرات، من قبل جهاز المخابرات العامة والأمن الوقائي، أي بقي أن تطلبه الإستخبارات وأمن الرئاسة والأمن الوطني ليصبح المطلوب الأول في الضفة الغربية.
منذ أسبوع ومعاذ يستنجد  بنقابة الصحافيين والمكتب الإعلامي الحكومي بصفته صحفياً، لكن كلا الجهتين فشلتا فشلا ذريعا في الحصول على أي ضمان قانوني من الأجهزة الأمنية  بالإفراج عنه بعد مقابلته، أو أن يرافقه عضو من نقابة الصحافيين أو محام عنها.
وحاليا يرفض "معاذ" الذهاب الى مقابلة الأجهزة الأمنية التي تلح في طلبه، ليس لأنه لا سمح الله" مكبر راس" أو" خارجا عن القانون" بل لأن له تجربة مريرة في الإستدعاء الذي أكد فيه ضابط الأمن مرة وتحديدا في آب2010 أنه " مجرد شرب فنجان قهوة وطرح بعض الأسئلة"  وبأفضل الأحوال" ساعة زمن"، بل لأن فنجان القهوة هذا استغرق 118 يوما بالتمام والكمال!!!.
وفنجان القهوة لم يكن في مكان يصلح للبشر بل في زنزانة رطبة معتمة!!!
كل ما يريده معاذ وعشرات الصحافيين الفلسطينيين اليوم هو ضمان قانوني لإعتقالهم، كما نص عليه القانون الأساسي الفلسطيني، ضمانا لا يجعل الصحفي يخضع لإستدعاء من الأجهزة الأمنية التي لديها صفة الضابطة الحقوقية دون أن يكون له حق بمرافقة محام، وان يعرف التهمة الموجهة له، لا أن يمضي أشهر في الزنازين، وفجأة يفتح باب الزنزانة ويقال له" يلا الله معك"، لم يعرفوا لماذا أعتقلوا ولماذا أفرج عنهم، لكنهم يعرفون تماما أنهم خرجوا من هناك بجرح غائر في كرامتهم.
سيدي الرئيس:
نحن مع سيادة القانون لا مع"النظام البوليسي" منذ سنوات والصحافيون يتعرضون للإعتقال لن أقارن ما بين يحدث في قطاع عزة والضفة الغربية، لأنني أعتبر أن لدينا حكومة ورئاسة في الضفة الغربية بينما تدار الأمور في القطاع من قبل فصيل سياسي واحد أي حماس، وعندما يتعلق الأمر بحماية الحريات والحقوق والكرامة الإنسانية، أصر" لن نتساوق مع أحد في إنتهاكه للحريات، هذا ليس سباقا، لدينا قانون أساسي هو المرجع الأول والأخير ويجب أن لا نحتكم  لردات الفعل والمماحكات السياسية.
أقول منذ أن بدأ إعتقال الصحافيين قبل سنوات لم تنجح الأجهزة الأمنية الفلسطينية في توجيه تهمة واحدة لصحفي، حتى الذين كانوا يعتقلون لأشهر طويلة إما أن يتم إطلاق سراحهم أو عرضهم على المحكمة التي تقوم بتبرئتهم مثل ما حدث في 20 أيلول 2011 مع الصحافي علاء الطيطي من الخليل بعد ثلاث سنوات و 29 جلسة محكمة كان الشاهد الوحيد فيها ضابط بالأمن الوقائي  تمت تبرأته، الحمد لله "النظام البوليسي" لم يصل الى المحاكم الفلسطينية بعد.

سيدي الرئيس :
معاذ مشعل ليس فارا اليوم من العدالة بل من اللاعدالة، من وضع تنتهك فيه حريته وكرامته كمواطن فلسطيني وكصحافي دون مبرر أو تهمة.
 الكرامة هي القوة الوحيدة الذي تبقت لنا كفلسطينيين  بعد أن فقدنا السيادة على أرضنا وسمائنا.
الكرامة هي التي جعلتنا نستعيد ثقتنا مرة أخرى"بفلسطينيتنا" عندما كنت  تخطب في الأمم المتحدة أمام العالم قبل أيام، هناك لم يكن معك سوى قوة الحق والكرامة،  أي كرامتنا التي لا نريد ان تنتهك كل يوم و  ُتعتقل في زنزانة يحرسها فلسطيني!!!.


الجمعة، 26 أغسطس 2011

عفواً يا شاعرنا تميم البرغوثي بس بدنا نعدل على قضيتنا الفلسطينية ، ونخبر ستنا ام عطا عن احوالنا الجهنمية. عن زيد الشعيبي وعمر عطية

عفواً يا شاعرنا تميم البرغوثي بس بدنا نعدل على قضيتنا الفلسطينية ، ونخبر ستنا ام عطا عن احوالنا الجهنمية.

طمنوا ستي ام عطا بان القضية عن زمن المندوب اختلفت شوية

كنا بنفاصل القناصل عليها بس هلأ صارت مزادات علنية

على زمنك يا ستي ما رضينا بخمسين بالمية وهلأ يا ستي مش صاحيحلنا اراضي الضفة الغربية

تعي و شوفي يا ستي احزابنا الوطنية ما بتنعد ولا بتحصى دايرة على مصالحها الفئوية

كنا بنحلم بحكومة وطنية تحميلنا هلقضية صار عنا حكومتين كل واحدة بهوية و منهجية

و مقاومتنا صارت جيش بعتاد و صواريخ حربية بدمر و بتفجر و مرات بتقتل بالفلسطينية

و تعالي شوفي يا ستي احزبنا اليسارية مبادئ و دواووين و مؤسسات غير حكومية

لازم تشوفينا يا ستي سرنا نطلع على الشاشات الفضائية واحد بفضح صاحبه قال ايش ببيع و بشتري بالقضية

والله شمسنا يا ستي ما بتغيب.. ساطعة و قوية حمرا وصفرا وخضرا ما ناقصها غير تصير برتقالية

بس مالنا ومال الحكي احسن قيادة قيادتنا رجعتلنا دولتنا الفلسطينية!!؟


عمر عطية و زيد الشعيبي

الاثنين، 20 يونيو 2011

رسالة الأسير باسم التميمي إلى قاضي المحكمة


رسالة الأسير باسم التميمي إلى قاضي المحكمة

حضرة القاضي

 انطلاقاً من ايماني بالسلام والعدل والحرية وحق الانسان والعيش بكرامة واحتراماً للعقل لعل المنطق يحضر اذا غاب القانون العادل .

في كل مرة ادعى لمحاكمكم أصاب بالتوتر والقلق والخوف فقبل (18) عاماً قتلت أختي في محكمة كهذه على يد موظفة كتلك كأحد فصول معاناتي من سياسات احتلالكم لأرضي وشعبي اعتقلت (9) مرات لما يقارب (3) سنوات لم أدان بأي تهمة وأصبت بالشلل من جراء تعذيب محققيكم سجنت زوجتي وجرح ابنائي وسرق المستوطنيين ارضي وبيتي مهدد بالهدم ، ولدت مع بداية الاحتلال بكل ما تعنيه الكلمة من معاني لا انسانسة وإنعدام الحرية والعنصرية وعدم المساواة كل ذلك الألم وكل ما نعانيه من سيطرة للاحتلال على تفاصيل حياتنا لم يؤثر على إيماني بالقيم الانسانية وضرورة أن يعم السلام على هذه الأرض لنبني حياتنا المستهاة واقع ورؤى، لم تولد المعاناة والقهر في قلبي الكراهية والحقد على احد او تعزز دوافع الانتقام من أي كان بل زاد إيماني بالسلام جواباً على شرط وجودنا الوطني كنقيد للاحتلال بكل سياساته وإفرازاته وأشكال وتعبيرات وجوده المخالف لكل معاني الانسانية فكل المواثيق والأعراف الدولية تقر بحق الشعوب المحتلة بالمقاومة لذلك دعوت ونظمت مسيرات شعبية سلمية تعبيراً عن رفض الاحتلال فكراً وممارسة وإحتجاجاً على اعتداءات المستوطنين وسرقتهم لاكثر من نصف أراضي قريتي "النبي صالح" التي تضم قبور اجاداي منذ زمن لا أعرفه، نظمت المظاهرات السلمية دفاعاً عن الأرض والإنسان لست محمياً ولا ادري ان كانت هذه التظاهرات تعتبر شرعية بحسب قوانين إحتلالكم لأن هذه القوانين ليست لي ولا تعنيني كونها صدرت عن سلطة أرفض وجودها على أرضي وشعبي وفي الوقت الذي تفتخرون فيه بكونكم الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط تحاكموني حسب قانون عسكري لا أرى له أي شرعية فهو ليس لي ولم يكن لي رأي في فحواه ، أتهم بتنظيم مسيرات سلمية وفعاليات مدنية ليس لهذا أي صفات او طوابع عسكرية تقرها كل الشرائع والقوانين الدولية فأين العدل والمنطق.

من حقنا أن نعبر عن رفضنا للإحتلال بكل أشكاله وتعبيرات وجوده على أرضنا دفاعاً عن حريتنا بكرامة شعبنا ولإحقاق العدل وبناء السلام من أجل أرضنا وحقنا المقدس فيها ومن أجل أطفالنا ومستقبلهم عليها لذا فإن إنسانسة دوافعي تجعلني أكثر إيماناً بالعدل والسلام مما يعزز ثقتي بشرعية اعمالي كنشاط شعبي سلمي غير مسلح يقوم ويؤمن به الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال يقيد حياته لتكون النور الذي يبدد عتم الاحتلال حتى تشرق شمس الحرية وتطرد البرد الكامن بين القيد والرسغين وتزيل اليأس من الوجدان وتنهي عقوداً من المعاناة ليظهر هذا الاحتلال على حقيقته ، احتلال  يشهر جنوده أسلحتهم في وجه إمراة تسير نحو أرضها خلف الجدار والحاجز وطفل يريد ان يشرب من عين ماء حدثه جده عن عذوبة ماءها وشيخ يريد ان يجلس في ظل زيتونة هي أم قبل ان يحرقها المستوطنون ، لم نبدأ إلا بعد أن استنفذنا السبل لوضع حد لاعتداءات المستوطنين اللذين يرفضون الإلتزام بقرارات محاكمكم التي قررت المرة تلو الأخرى أننا أصحاب ألأراض وملاكها وأمرت بإزالة سياج وضعه المعتدين وفي كل مرة نذهب لتطبيق قرار محاكمكم يعتدي علينا المستوطنين يدخلوا أرضنا ويعملون فيها ونحرم نحن أصحابها من الوصول إليها ، يهاجمنا الجيش ويطردنا بكل عنف رغم أننا نطبق قراراً لقاضٍ ممكن أن يكون أستاذك في القانون أو زميلاً في الدراسة يهاجم من يريد تطبيق القرار ويدافع عن المعتدي الذي يستفزنا المرة تلو الأخرى يعمل يخرب ، يحرث ، ويقطع أشجارنا ويمنعنا من الوصول إلى مياهنا فما مسيراتنا إلا احتجاجاً على الظلم نتظاهر يد بيد مع الإسرائيليين والأجانب الذين يؤمنون أنه لولا الاحتلال لاستطعنا أن نعيش معاً على هذه الأرض بسلام ، لا أدري على ماذا ينص قانون جنرالاتكم المصابين بفوبيا الأمن وهستيريا الخوف وكيف يقيمون مثل هذه التظاهرات لأطفال ونساء وشيوخ عزل يحملون الأمل وأغصان زيتونة لم تحرق بعد وكلني أدري ما هو العدل وما هو المنطق سلب الأرض ونهبها وحرق أشجارها ليس عدلاً وقمع مسيراتنا واحتجاجاتنا بالعنف وشروط معتقلكم ليست أدلة ومن غير العدل أن أحاكم وفق قانون فرضته شرعية القوة ولكن أعلم أني صاحب حق والعدل ما أقوم به .

يتهمني المدعي العسكري بأنني حرضت أشخاص على ضرب الحجارة وهذا غير صحيح ، من حرض على ضرب الحجارة هو صوت رصاص وهدير بلدوزرات الاحتلال وهي تخرب الأرض ورائحة الغز ودخان البيوت المحروقة ، لم أدعوا أحد لضرب الحجارة ولكن لست مسؤولاً عن أمن جنودكم الذي يقتحمون قريتي ويعتدون على أهلي بكل أسحله القتل وأدوات الإرهاب .

إن هذه المسيرات أثرت وبشكل إيجابي على معتقداتي وغير الكثير حين لمست ووجدت في الطرف الآخر أناس يؤمنون بالسلام ويشاركوني النضال لأجل الحرية ، هؤلاء المناضلون لأجل الحرية اللذين زال الاحتلال من وعيهم فتكاثفت أيدينا في مسيرات سلمية ضد عدونا المشترك الاحتلال فأصبحوا أخوة وأصدقاء نكافح معاً من أجل غد مشرق لأطفالنا وأطفالهم فهل سأخرج وقد أقنعني القاضي في وجود عدل لم أره في محاكمكم مهما كان الحكم جائر أو عادل ومهما كانت ممارسات احتلالكم عنصرية ولا إنسانية سنبقى نؤمن بالسلام والعدل والقيم الإنسانية وسنربي أطفالنا على الحب حب الأرض والإنسان دون تمييز بلونه ودينه وعرقه لنجسد رسالة رسول السلام عيسى المسيح " أن أحبب عدوكم " بالحب والعدل نصنع السلام ونبني المستقبل .

الخميس، 19 مايو 2011

هذا يوم من أيام فلسطين


عريب الرنتاوي: هذا يوم من أيام فلسطين
كان يوماً مجيداً من أيام الشعب الفلسطيني... يومٌ استلهم فيه ألوف الشباب والصبايا، الرجال والنساء، الأطفال والشيوخ، روح "ميدان التحرير" و"شارع الحبيب بورقيبة" و"ميدان التغيير" وساحات درعا وحمص، مصراتة وبنغازي واجدابيا... وزحفوا بالآلاف، غير آبهين بحقول الألغام ولا بالأسلاك الشائكة ولا بعشرات ألوف الجنود المدججين بآلة الموت والقتل، على امتداد حدود فلسطين العربية مع جوارها العربي، وعلى طول المسافة بين مدن فلسطين وقراها من جهة، وكتل الاستيطان وجدرانه الاسمنتية الباردة من جهة ثانية.

كان يوماً مجيداً من أيام شعب فلسطين، وسيكون له ما بعده... يومٌ استأنف فيه الفلسطينيون وحدتهم الوطنية...وحدة الضفة بغزة والقدس، درة العواصم العربية وتاجها...وحدة الداخل بالخارج، في ثورة على الانقسام والتقسيم...في "بروفة" للانتفاضة الثالثة، التي تقرع الأبواب بقوة، شاء منشاء وأبى من أبى، فالشعوب حين تنتفض لا تأخذ إذناً من أحد، ولا تنتظر موافقة خطية أو شفهية من حكّامها... شعب فلسطين لم يطل به المقام، حتى التحق بقطار التغيير والإصلاح الجارف، وهو يتنقل من محطة إلى أخرى، قطار التغيير الذي يستحيل اسمه إلى قطار التغيير والتحرير، حين يقترب من فلسطين ويقارب محطاتها.

ليس ما حدث بالأمس، بالأمر العابر...بل هو نقطة تحوّل في تاريخ الكفاح الوطني الفلسطيني المعاصر يوم اكتشف الفلسطينيون "الطاقة المزلزلة" لانتفاضتهم الشعبية / السلمية...ألم تنتصر "الصدور العارية" على مخرز الأنظمة وهرواتها؟ ألم تنتصر الأكف والقبضات والسواعد، على الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الدخان المسيلة للدموع والدماء...ألم تبرهن ثورة الشعوب السلمية، بأنها قادرة على دك عروش الاستبداد والفساد في غير دولة وعاصمة عربيتين...لماذا لا نراهن على هذه "الطاقة الجبارة" لدك قلاع الاحتلال وتحطيم حصون الاستيطان...لماذا نغرق في جدل عقيم حول أشكال النضال وأدواته، فيما الدروس تترى من الشوارع العربية...وفيما درس الذكرى الثالثة والستين للنكبة، يتكشف لنا عن "الجماهير" كأهم سلاح للبناء والتحرير والتغيير الشامل...ألم ينتصر هذا السلاح على سلاح الفساد والاستبداد الشامل “Weapons of Mass  Corruption”....بعد اليوم، لا يجوز أن نختلف على أمرٍ كهذا... هذا هو شكل النضال الذي نريد...تظاهرات واعتصامات وعصيان مدني سلمي، يلحق أفدح الضرر بالاحتلال ويرفع كلفته... انتفاضة شعبية، تخرج الحراك الجماهيري من "مختبر نعلين وبلعين" إلى فضاء الوطن المحتل على اتساعه، وتجتذب إليها ملايين اللاجئين...لا نريد مقنعين ولا ملثمين... لا نريد ردودا "مزلزلة"عبر أثير الإذاعات والفضائيات... نريد رداَ شعبياً مزلزلاً كذاك الذي شهدنا في يوم النكبة، وأراهن بأن الأبواق السوداء التي طالما عملت على "شيطنة" الشعب والقضية والنضال، سوف تخرس إلى الأبد، وأن حبل النفاقالدولي سيكون قصيراً، وأن العالم سيجد نفسه إلى جانب هذه الملايين المنتفضة، ألسنا في عصر الثورات والانتفاضات الشعبية العربية، السلمية أساساً؟!

لقد عاشت إسرائيل واحداً من أبشع كوابيسها بالأمس... لقد اقشعرّت الأبدان وارتعدت الفرائص، فيما عشرات ألوف اللاجئين يلوّحون بمفاتيح منازلهم القديمة... فيما الجيل الثالث والرابع من أبناء النكبة والهجرة، يقتحمون الأسلاك الشائكة وحقول الألغام... وبعض الشبان، العشرات منهم، يمارسون حقهم في العودة إلى وطنهم، وإن لبضع ساعات فقط.. .رغم أنف الاحتلال وجيشه الذي لا يقهر، وبالضد من أسطورة تفوقه التي لا"تقاوَم".

تخيّلوا معي، لو أن حكومات "دول الطوق" سمحت لملايين الفلسطينيين بالزحف السلمي، وبصدور عارية، وأيدي لا ترفع سوى رايات فلسطين ومفاتيح البيوت القديمة وقرارات الشرعية الدولية، والاقتراب من الحدود، بل ومحاولة اجتيازها...تخيّلوا معي، لو أن ملايين العرب، من مصر والأردن وسوريا ولبنان، انضموا لقوافل العائدين سلمياً إلى وطنهم وديارهم... ما الذي كان سيحصل، وكم شهيد سيسقط، وماذا ستفعل آلة حرب الاحتلال أمام هذا الطوفان البشري... ألم يكن الأمر يستحق التجربة والمحاولة... يا إلهي، كم هي مرعوبة وخائفة هذه الأنظمة والحكومات، حتى منالمتظاهرين سلمياً؟! لقد جرى ويجري التعامل معهم بكل هذه الفظاظة، مع أن حركة هذه الجماهير، تصب في خانة حق العودة التي هي – رسمياً على الأقل – في صلب المصالح العليا لدولنا ومجتمعاتنا المحيطة بفلسطين.. يا إلهي كم هو مخجل منظر الجنود ورجال الشرطة والأمن، وهم يلاحقون المتظاهرين سليماً من أجل عودتهم إلى وطنهم... مع أن حبر الخطابات التصعيدية في قضية العودة لم يجف بعد... وأثير التصريحات المهددة والمتوعدة، لم يتبدد بعد.

ما المطلوب من اللاجئين الفلسطينيين في الشتات.. .إن هم صمتوا وتحدثوا عن المواطنة وحقوقها والاندماج ومقتضياته، قيل أنهم باعوا الوطن واختاروا التوطين... وإن هم انتفضوا من أجل حق العودة، و"العودة الحق"، نُظر إليهم كخارجين على القانون، يستحقون أقسى المعاملة بالهروات والشتائم التي تطال أصلهم وفصلهم وتاريخهم وشهداءهم وتضحياتهم، فضلا عن الغازات المسيّلة للدموع والدماء...ما الذي يتعين على الفلسطيني أن يفعله لكي يحظى بلقب "الفلسطيني الجيّد"... متى سيرضى هؤلاء ويقبلوا بحقيقة أن الفلسطيني مستمسك بوطنه وحقوقه، وأن إغراءات العالم بأسره، لن تثنيه عن المطالبة بالوطن والحقوق معاً... وأن الفلسطيني قد "يهدأ" قليلاً ولكنه لا يستكين ولن يرفع الراية البيضاء ولن يركع لأحد...طوبى لك يا شعب فلسطين وأنت تطلق الثورة تلو الأخرى... الانتفاضة تلو الانتفاضة...طوبى لك وأنت تلتقط الراية، راية الحرية والكرامة والتحرير والاستقلال... راية العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس...طوبى لك وأنت تقفز عن الصغائر وتدير ظهرك لبذيء الكلام والشتائم، وتيمم وجهك شطر الوطن والأرض والحقوق... والمجد لشهدائك الأبرار، ذوي القامات المتطاولة، التي لا تطالها ألسنة الأقزام من الشتّامين.

17 - 05 - 2011


الجمعة، 15 أبريل 2011

السلة لم تعد عالماً كافياً


بقلم فارس سباعنة
بينما أسأل نفسي ماذا أفعل أمام هذا "الفيسبوك" كل هذا الوقت، وأنا جالسٌ أمام حاسوبي المحمول، لمحتُ السلحفاة الصغيرة على السجادة، وهي واحدة من اثنتين مسكينتين أحضرهما صديقي الساكن معي، ووضعهما في سلّة كبيرة مع حفنات من التراب والخس، بطيئتان جدا، لكنهما لا تكفان عن إسقاط نفسيهما من السلة على البلاط،، تعلمان أنهما لن تفلحا يوماً بالحرية فالبيت كله سجن لهما، لكنني سأسأم يوما من إعادتهما إلى السلة كل ساعة سابقا، وكل ربع ساعة الآن، وكل خمس دقائق بعد غد، سأسأم يوما من إراتهما، وحتى إن لم أسأم، ماذا بقي لهما غير التمرّد و السلة لم تعد عالما كافيا!!

حتى حين وضع صديقي ملاقط الغسيل كجدارٍ يمنعهما من التسلق عبر الشرق، وجدتا الغرب بسهولة ساخرة من مكر الربّ "صديقي"، وإن أغلق الغرب سوف تتسلقان السياج أيضا، كما فعلت هذه التي سقطت على ظهرها بينما أفكّر في ذلك، وفعل الغزيون الذين اخترقوا الأرض بأنفاق إلحاحاً على الحياة، وفعل الشباب العربي في كل الوطن العربي، إذا قالوا جميعا إن السلة لم تعد عالماً كافيا.

صحيح، السلحفاة ما زالت ملقاةً على ظهرها بينما أكتب النص، تنتظرني أعيدها إلى السلّة  أو أسأم.






الأربعاء، 6 أبريل 2011

انتخابات بيرزيت والحراك الشعبي


انتخابات بيرزيت والحراك الشعبي
بقلم: هاني المصري

اكتسبت انتخابات جامعة بيرزيت أهمية خاصة؛ كونها أول جامعة تشهد انتخابات، وتعكس مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني.
في هذا العام، وفي ذكرى يوم الأرض، جرت الانتخابات السنوية، وحملت معها مفاجآت وظواهر قديمة وجديدة.
فقد جاءت النتائج مفاجئة أولًا من حيث حجم المشاركة، حيث كانت نسبة المشاركة هذا العام 49.85%، وهي أدنى نسبة شهدتها الانتخابات، حيث شارك في التصويت 3541 من أصل 7434 طالبًا وطالبة، وكانت 255 ورقة لاغية و164 ورقة فارغة بما يشكل نسبة 12% من المصوتين، علمًا بأن الكتلة الإسلامية المحسوبة على حركة حماس والرابطة الإسلامية المحسوبة على حركة الجهاد الإسلامي قاطعتا هذه الانتخابات هذا العام.
فقد حصلت حركة الشبيبة على 29 مقعدًا (1784 صوتًا)، والقطب على 10 مقاعد (652 صوتًا)، وقائمة فلسطين للجميع - جبهة النضال- 4 مقاعد( 239 صوتًا)، وقائمة اليسار الموحد- الديمقراطية وحزب الشعب- 4 مقاعد (253 صوتًا)، والمبادرة مقعدين (145 صوتًا)، والتيار القوميمقعدين (133 صوتًا)، بينما لم تصل قائمة فدا إلى نسبة الحسم والبالغة 63 صوتًا للمقعد.
هذا ويذكر أن 1000 طالب من المصوتين كانوا من الطلاب الجدد الذين بلغ عددهم 1400 طالب وطالبة بما نسبته 28% من إجمالي المصوتين.
وبمقارنة نتائج هذا العام بنتائج العام الماضي، نجد تراجعًا واضحًا في حجم الأصوات التي حصلت عليها الشبيبة بواقع أكثر من 400 صوت بدون حساب زيادة عدد الطلاب، فنسبة المشاركة في العام الماضي بلغت 58%، وعدد الأوراق اللاغية 299 والفارغة 196 بما يشكل 12% من نسبة المصوتين. وفي عام 2009 كانت نسبة المشاركة 84.62% بسبب مشاركة الكتلة الإسلامية، حيث شارك 5898 من أصل 6970 طالبًا وطالبة، وكانت الأوراق اللاغية 103 والفارغة 65 بما يشكل 3% من نسبة المصوتين.
وفي عام 2006، وهي السنة التي فازت فيها حماس بانتخابات المجلس التشريعي، فقد كانت نسبة المشاركة حوالي 82%، وقد شارك بالتصويت 4606 من أصل 5684 طالب وطالبة يحق لهم التصويت، فقد حصلت الكتلة الإسلامية على 23 مقعدًا والشبيبة على 18 مقعدًا والقطب على 5 مقاعد والجهاد على مقعدين والمنبر المستقل على مقعدين والديمقراطية على مقعد.
إن نسبة المشاركة الضعيفة هذا العام تعود إلى عدة أسباب، منها: تحول مجلس الطلبة أكثر وأكثر إلى واجهة سياسية لا تلتفت إلى هموم ومطالب الطلاب مهنيًا ونقابيًا وديمقراطيًا، ومجرد انعكاس لحالة الانقسام وما تؤدي إليه من حالة القمع التي تحول دون مشاركة الجميع في الانتخابات، وإلى وجود مجموعة طلابية دعت إلى مقاطعة الانتخابات عبر الفيس بوك وغيره من أشكال الدعاية خارج الجامعة، لأن الدستور المعمول به يحول دون ممارسة الدعاية لمقاطعة الانتخابات، أو المشاركة فيها لأي كتلة جديدة إلا بعد مضي فترة من الزمن، وهذا يمس بحرية الانتخابات.
إن الدعوة للمقاطعة تتعلق بالمطالبة بتغيير الدستور بما يسمح بإيجاد مجلس طلابي تمثيلي حقيقي، يخدم الطلاب ويدافع عنهم، ويلبي حقوقهم ومصالحهم ويمكنهم من المشاركة طوال العام.
في هذا السياق لا تستطيع الكتلة الإسلامية أن تحتفل بالانتصار الذي ادعته، كما فعلت؛ مرجعةً حجم المقاطعة الكبير للانتخابات والأوراق الفارغة واللاغية لصالحها، فهناك نسبة لا تقل عن 15% وتصل أحيانًا إلى 20% تقاطع كل الانتخابات، حتى التي تشارك فيها الكتلة الإسلامية.
كما أن نسبة الأوراق اللاغية والبيضاء كانت موجودة وكبيرة في كل الحالات؛ ما يعكس خاصة لجهة الأوراق البيضاء حالة من الاحتجاج الإيجابي لنسبة لا تقل عن 150 وتصل إلى أكثر من 250 طالب وطالبة، أي بما يمثل مقعدين في مجلس الطلبة على الأقل.
فالمقعد مُثّل هذا العام بـ63 صوتًا، بينما مُثِّل عام 2010 بـ71 صوتًا، وعام 2009 بـ112 صوتًا، وعام 2006 بـ88 صوتًا.
إن الدعوة لمقاطعة الانتخابات هي التي تتحمل تراجع نسبة المشاركة من 58% العام الماضي إلى أقل من 50% هذا العام؛ لأن بيان يعبر عن المجموعة المقاطعة دعا إلى خفض نسبة المشاركة إلى أقل من 50%، حتى يتم نزع الشرعية (وليس القانونية) عن المجلس المنتخب، ودفعه وكل المعنيين للتفكير بتعديل وتطوير الدستور.
كما يبرهن على ما سبق، أن بعض العناصر المحسوبة على حركة الشبيبة صبت جام غضبها، بعد الإعلان عن النتائج، على المعتصمين على دوار المنارة في مدينة رام لله، حيث هاجمتهم على مرأى من أفراد من الشرطة والأجهزة الأمنية والمحافظ، لأنهم يعتقدون أن المعتصمين على علاقة مع هذه المجموعة التي دعت إلى مقاطعة انتخابات جامعة بيرزيت، كما صدر بيان في جامعة بيرزيت يُحمل هذه المجموعة والإدارة المسؤولية عن النتائج.
منذ عشية 15 آذار بدأت مجموعات مختلفة بالدعوة إلى تحرك شعبي تحت شعارات وعناوين مختلفة: منها من ركز على إنهاء الانقسام أو إنهاء الاحتلال، أو إسقاط أوسلو وتغيير المسار السياسي، أو الدعوة إلى إجراء انتخابات للمجلس الوطني، أو إلى إستراتيجية سياسية ونضالية جديدة يتم على أساسها إعادة صياغة وتجديد النظام السياسي الفلسطيني.
صحيح أن 15 أذار لم يكن نقطة تحول كما توقع البعض، ولكنه بداية واعدة، بدليل أن هناك مظاهرات وتحركات عدة جرت في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أن هناك عدة خيم اعتصام نصبت في رام الله وبيت لحم ونابلس وطولكرم والخليل، شهدت إضرابًا عن الطعام، وهي مستمرة رغم التهديدات والمضايقات والاستدعاءات ومحاولات الاحتواء والقمع الساخن في غزة والناعم في الضفة.
إن تفسير نتائج انتخابات جامعة بيرزيت لا يكتمل بدون رؤية العلاقة بينها وبين تداعيات الثورات العربية على فلسطين، من خلال رؤية العلاقة بينها وبين بداية تحرك شبابي وشعبي واعد، يدل على أن مسألة إنهاء الانقسام والدفاع عن المصالح والحقوق الوطنية لم تعد قضية تخص القيادات والفصائل والنخب فقط، وإنما بدأت تحرك قطاعات شعبية متزايدة.
إن كون هذا الحراك ضعيفًا حتى الآن، لا يقلل من أهميته، لأنه آخذ بالتبلور من حيث الوعي والتنظيم، ولأنه بحاجة إلى وقت حتى يصبح تيارًا جارفًا لا يستطيع أحد إيقافه.
أكذوبة الانتخابات تحت الاحتلال، وبدون وفاق وطني
وبما أننا نتحدث عن الانتخابات، لا بد من الانطلاق من أن الانتخابات تحت الاحتلال وفي ظل حالة الانقسام، وبدون إستراتيجية وطنية وسياسية ونضالية مشتركة وبلا وفاق وطني وأسس كافية تضمن الحد الأدنى من الديمقراطية، لا يمكن أن تكون حرة ومعبرة حقًا عن إرادة الشعب الواقع تحت الاحتلال.
فكيف يمكن أن تكون انتخابات بيرزيت وأي انتخابات أخرى حرة ونزيهة، بينما هناك طلاب، كان يمكن أو يكون بعضهم مرشحين فعلًا لعضوية مجلس الطلبة، قيد الاعتقال في سجون الاحتلال.
وبينما هناك طلاب معتقلون أو مهددون بالاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وهنا لا ينفع القول إن الضفة تشهد انتخابات في الجامعات بينما غزة لا تشهد أية انتخابات. فالقمع المطلق لا يبرر أي نوع من القمع، والحرية كل لا يتجزأ، ومن يريد إقامة نظام ديمقراطي عليه أن يعرف أن الديمقراطية غير ممكنة بدون انتخابات، ولكن الانتخابات ممكنة بدون ديمقراطية.
إن الانتخابات جرت في مصر والأردن وسوريا واليمن وتونس والمغرب، ومنذ فترة طويلة، ولكنها لم تؤد إلى الديمقراطية، وإنما إلى أشكال مشوهة من الديمقراطية استخدمها الحكام للتغطية على أنظمة الاستبداد والفساد والتبعبة.
إن الديمقراطية تقوم على تجسيد سيادة القانون على الجميع، ومن خلال إقامة نظام يجسد المساواة والعدالة، وتكافؤ الفرص، والعلنية والمحاسبة، والفصل بين السلطات، بحيث تكون لها صلاحيات حقيقية ومستقلة، وتحقيق مبدأ تداول السلطة، وضمان التعددية السياسية والحزبية بكل أشكالها، وحرية الإعلام والحقوق والحريات للإنسان.
وإذا كانت الانتخابات لا تقود إلى الديمقراطية في بلدان مستقلة، فكيف ستقود إلى الديمقراطية لسلطة تحت الاحتلال، ولشعب يواجه احتلال استعماري إجلائي عنصري استيطاني يدعي أنه صاحب الأرض و"محررها"،، وليس مغتصب لها، ولا يكتفي باستثمار مواردها البشرية والطبيعية، شأنه شأن الاحتلالات الاستعمارية التي شهدها التاريخ الإنساني الحديث.
إن الانتخابات شكل من أشكال ممارسة الحرية، وهي لا يمكن أن تكون حرة تحت الاحتلال، ما دام يمنع حرية الحركة بما فيها الدعاية الانتخابية لمن يريد، ويهدد بالاعتقال، ويعتقل فعلًا كل شخص أو كتلة لا تنبذ العنف والإرهاب، ولا تلتزم بالاتفاقيات الموقعة، رغم ما تتضمنه من تنازلات كبرى، وعدم التزام إسرائيل بها، ووصولها إلى تعميق الاحتلال بدلًا من إنهائه.
إن الانتخابات على كل المستويات المحلية والقطاعية والعامة، لا يمكن أن تحقق الحد الأدنى من الحرية إذا لم تكن جزءًا من الكفاح لإنهاء الاحتلال، وإذا لم تستند إلى شروط ودساتير ديمقراطية حقًا، وإلى وفاق وطني يوفر شبكة أمان تضمن أن يكون تدخل الاحتلال قبل وأثناء وبعد الانتخابات في أدنى حد ممكن.
تأسيسًا على ما سبق، فإن الانتخابات إذا لم تكن على أسس ديمقراطية ووفاق وطني، وجزء من المعركة ضد الاحتلال؛ ليست العصا السحرية لإنهاء الانقسام، والتعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني، وإنما قد تكون الدعوة لها وإجرائها أكذوبة تساعد على تكريس الانقسام وتعميقه ومأسسته بصرف النظر عن النوايا، فجهنم مبلطة بالنوايا الحسنة!!