الخميس، 6 سبتمبر 2012

فشت غل طويلة


عصمت كزمار
سبحان الله العلي القدير..فجأة وبقدرة قادر صرت حاسس حالي بفرنسا أو السويد. الناس بتحرق صور رئيس الوزراء في الشارع، وبولعو عجال وبسكرو الشارع، و بصفو سياراتهم بنص الشارع، وبسبو على الحكومة ورئيسها في الشارع. والشرطة واقفة بتتفرج.يا للمعجزات!! و أكثر ناس زعلنين من سلام فياض هم اللي جابو وحطوو رئيس وزرا، زعلنيين منو كثير يعني، يا حلاوة!! المهم بنرجع لموضوع حرية الرأي والتعبير اللي حلت على شعبنا وقيادت
و التااااااريخيييية. طيب بالكم الشرطة ليش ما بتسمح للشباب تسكر الشارع لإعتصامات الأسرى؟؟وليش المتظاهرين بنضربو بالعصي وبدعس عليهم تدعيس، وبتم احتجازهم، واستدعائهم والتحقيق معهم (على اعتبار انهم مجرمين طبعاً) على خلفية رفضم لزيارة موفاز والنهج التفاوضي كله، وليش كل مظاهرة المخابرات ببعتو المصور يوخذلو كم صورة حلوين للشباب، وليش قبل اشهر قليلة بتم اعتقال اكثر من شخص على خلفية بوست على الفيس بوك، وفجأة بخترع الضميري تهمة جديدة أسمها "إطالة اللسان" لتبرير الاعتقال، واليوم عادي الفيس بوك مولع، شلو عرضو لسلام فياض وكل أعضاء الحكومة، والبعض يشتم شتائم تعتبر قف محصنات والعياذ بالله.

أنا شايف انو هادا الحكي ألو مدلولين خطيرين: الأول أن القيادة الفلسطينية تظن أن الفلسطينين قد وصلوا إلى المرحلة التي يمكن السماح لهم فيها بلاحتجاج فقط على سعر الطحين والبنزين وبعض السلع الأساسية، وعندها الجواب جاهز لدى القيادة وأبواقها: ما العمل؟؟العالم العربي مشغول وضعيف، أمريكا مع إسرائيل، وإسرائيل متنحة، وهناك مؤامرة أمريكية إسرائيلية حمساوية إقليمية متعددة المحاور ضد الرئيس الشرعي والمنتخب (مع انو فترتو خلصت من يوم ما فقزت اجري وبطلت اعرف العب كرة سلة، من زماااااااااان يعني).

أه نسينا نحكي كمان-والكلام لابواق السلطة ايضا- أنو في أزمة مالية عالمية وفي أزمة مالية بتمر فيها السلطة لانو الي بدفعو بطلو يدفعو أو معهمش يدفعو أو لسا ما قبضو شو بعرفنا؟؟!! المهم الصبر والثقة بالقيادة الحكيمة وعدم الانصياع للدعوات المشبوهة التي تدعو إلى حل السلطة اللي هي منجز وطني ومشروع وطني أهم من فلسطين نفسها، لأنها بصراحة بتطعمينا خبز، وبتركبنا سيارات، أما فلسطين هاي بدها نضال وتضحية واحنا خلص تعبنا وبدنا نقعد على قلوبكم.

أما التظاهر للتعبير عن وجهة نظرنا في القضايا السياسية المصيرية والوجودية والتي تتلخص في؛فلسطين؛شعباً جمعيّاً وأرضنا فهو ليس مهماً الآن، المهم أن نحصل على مقعد الدولة غير العضو في الأمم المتحدة ونصبح نحن وإسرائيل زملاء-وإسرائيل هذه دولة شرعية لها الحق في الوجود وهي عضو في الامم المتحدة والكلام لأبو مازن في اخر خطاب للشعب قبل السفر وإصطحاب النابغة الشحام إلى الأمم التي لن تتحد.

ثم أن هذه القضايا ليست من اختصاصنا، هذه القضايا من اختصاص خبير المفاوضات العالمي صاحب الكتاب المعجزة الحياة تعريص-، وهذا الشخص استثنائي لسبب أخر-مش بس احترافو المفاوضات زي ما حكينا- لأ وكمان في منو اثنين، واحد انفصل والثاني لساتو موجود!!! سبحانك ربي ميسر الأمور، تخيلو معي لو القيادة الفلسطينية مش فطينة لا سمح الله ومش مدركة للمؤامرة القطرية التي حيكت ضد عريقات.كان ما لقينا عريقات ثاني يجي محل عريقات اللي استقال. وسعيتها انو بدنا نودي عشان يفاوض؟؟

ملاحظة: مش قادر أفهم كيف السلطة بتقول انو قطر والجزيرة بتآمرو عليها والقطرين في نفس الوقت شريك صندوق الاستثمار الفلسطيني المملوك للشعب الفلسطيني في كثير مشاريع، وأكبر شريك في مشروع السلطة الاهم والعزيز عليهم كثير/ مدينة روابي.

وعلى كل الأحوال إذا لقيت وقت تفكر في القضايا الوطنية الجمعيّة رح يصيبك أحباط وحالة من اليأس والشعور بالعجز. وفي حال قرأت الوضع بصورة أكثر تفاؤلاً وأدركت أن في هناك أمل بكل الطاقات اللي بملكها الشعب الفلسطيني أنو نقدر نغير الوضع ونقلب الطاولة. وقررت انك تنزل على الشارع وتعبر عن رأيك، بتتواجه بالقمع والاتهام بالهرطقة والمشاركة في مؤامرة خارجية بالضبط على طريقة الانظمة العربية.

أما فيما لو وصلت فيك الوقاحة إنك تفكر تحاول تمس إسرائيل فيا ويلك يا سود ليلك. أقل اشي بتطلع خارج عن الصف الوطني. يا إخوان أنا هذا الصف الوطني جنني، وينو هو، في أي مدرسة موجود هاظ الصف الوطني ؟؟كل المدارس اللي رحنا عليها بقت صف أول، صف تاني، وهيك يعني، كان في شُعب كتير بس ما كان في صف وطني!!!

وأخيراً وبعد طول انتظار بدي أحكيلكم شو المدلول الثاني للي عم بصير هسا. واضح أن القيادة الفلسطينية-برضو!!- بتفكر الشعب أهبل ومش فاهم أنو اللي عم بصير فعلياً هو أن هناك من يريد أن يحمل فياض المسؤولية كاملة عن الوضع الذي وصلنا إليه، على الرغم من أن الرئيس عينه في هذا المنصب لتطبيق برنامجه وجدد له الثقة أكثر من مرة وحتى حين استقال هو وحكومته أعاد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة. إذن المطلوب هو انفجار هذا الغضب الشعبي العارم في وجه شيء واحد فقط هو شخص سلام فياض. وليس في وجه اتفاق اوسلو ووليده وشوائبهما. وثم وفي غمرة الاحداث يطل المُخَلص من بعيد، يعلن تضامنه مع الشعب في مطالبه العادلة-على اعتبار أن لا دخل له في ما جرى او يجري- و ربما يُعطى شيئاً لينقذ الوضع والشعب والقضية والتاريخ نفسه. وإذا أضفنا القليل من بهارات ليبرمان والمؤامرة وما شابه. يصبح عندنا مسرحية كاملة الفصول و أبطالها معروفون. ولربما يصبح لدينا أيضاً دولة أو اثنتين، حسب همة الشباب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق