السبت، 25 ديسمبر 2010

الشاب الفلسطيني إما سجينا أو سجانا!!!!!



الشاب الفلسطيني إما سجينا أو سجانا!!!!!
على مدار سنوات ونتيجة للقمع الذي تعرضنا له نحن الفلسطينيون-ولا نزال- من قبل الاحتلال فقد حلمنا بالحرية وطمحنا وناضلنا سنوات من أجلها، ناضلنا لتحرير الأرض والشعب، ناضلنا لحرية الإنسان، حلمنا بدولة تسودها الحرية والديمقراطية والمساواة بين أفرادها، أسسنا أحزابا وفصائلا من أجل ذلك ولكن ماذا حصل؟
لقد حكمنا أنفسنا وأصبحنا نعيش تحت ظل نظامي حكم مختلفين ومتناقضين إنما يجمعهما أنهما تحت سيطرة احتلال واحد، وأنهما يقمعنا ويبطشان في هذا الشعب، فقد أصبح لدينا أجهزة أمنية وقضاء وحكومة وسجون تماما مثل الدول، نعم لقد عملت هاتان الدولتان العتيدتان على دعم الشباب، وقد وفرت للشباب فرص العمل التي تساهم في بناء الدولة المأمولة، لكن مساهمة الأجهزة الأمنية العتيدة كانت في تحويل الشباب الفلسطيني من شباب مناضل ضد الاحتلال إلى شباب قامع لنفسه إما سجانين أو سجناء، فكافة العاملين في هذه الأجهزة هم من الشباب، إذا افترضنا أن هذه أجهزة أمنية أصلا لأن الأمن هو لحماية الناس وليس لقمعهم، الشباب هم من ينفذون أوامر القيادة العليا، القيادة التي تأمرهم باعتقال إخوتهم دون سبب سوى لانتمائهم السياسي، وحتى البعض لرأيهم ولاختلافهم معهم.
إنني لا أكاد ازور قرية أو مدينة في الضفة أو اجلس مع مجموعة من الشباب إلا واسمع أن فلانا اعتقل والسبب لأنه من حماس أو من المقربين لها، ولا أكاد ازور موقعا الكترونيا أو أتحدث إلى شخص في غزة إلا واسمع أن فلانا في التحقيق لدى الأمن الداخلي والسبب أنه من فتح، أو لأنه خالف أوامر الخليفة.
لقد تغيرت الأحوال وأصبح من يعتقل الشاب الفلسطيني هو شاب فلسطيني مثله، وربما يكون أخاه أو من احد أقربائه هل يوجد أكثر من هذا تناقض؟ في صيف 1993 كتبت سارة روي (كيف يمكن أن تعاد تنشئة هذا الجيل الكامل من الأطفال، وخاصة عندما تكون هويتهم مبنية على ما حرموا منه؟ كيف يمكنهم أن يعيدوا بناء مجتمعهم وهم لا يملكون فهما حقيقيا للأمور التي بحاجة إلى إصلاح؟ هذه المشكلة الأكثر حرجا التي تواجه المجتمع الفلسطيني، أن المستقبل قد بدأ يقرع الباب الأمامي).
هؤلاء الأطفال اليوم هم الشباب الذين يقمعون ويعذبون ويسجنون وهم أنفسهم من يفعل ذلك أيضا ويمارسه، وهنا أقول كيف سيكون مستقبل هؤلاء الشباب سواء كانوا سجانين أو سجناء؟ ماذا سيحدث لو انقلبت الآية و أصبح السجين سجانا وبالعكس؟ وأنا بصراحة لا أهتم بمجرى التطورات السياسية التي تتبدل وتتغير بناء على بوصلات بتنا متأكيدن أنها ليست الوطن، بل أهتم بمصير الناس الذين أنتمي لهم، ماذا سيحدث لمن يحكمون هذا الشعب لو أن هؤلاء الشباب سيطروا على الحكم؟
  وتذكروا أن أي نظام سياسي يملك أدوات بنائه وأدوات هدمه وتدميره وانتم المسئولون عن تشويه هذا الجيل يا من تدعون بأنكم قادة النضال والمقاومة.
حازم أبوهلال: ناشط شبابي
فلسطين المحتلة
Hazem.helal@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق